مستخلص الدراسة:

هدفت هذه الدراسة المعنونة بـ المعالجة الصحفية لاتحاد بلدان مجلس التعاون لدول الخليج
العربيّة: دراسة تحليليّة" إلى معرفة كيف تمّ تأطير قضيّة الاتحاد الخليجيّ في الصحافة الخليجيّة
محل الدراسة من خلال التعرف على أبرز المضامين الإعلاميّة التي تمّ طرحها حول القضيّة في
الصحافة الخليجيّة اليوميّة، ورصد اتجاهاتها حول مختلف القضايا والأحداث الداخليّة والخارجية،
والوقوف على أوجه التشابه والاختلاف في تناول الكُتاب للقضايا البارزة منها، وكيف تمّ طرحها
ومعالجتها، والكشف عن مضمون أطر المعالجة الذي قُدّم للقارئ، ومعرفة أساليبها من حيث
طبيعة الفنون الصحفيّة المستخدمة، ومصادرها، والاتجاه العام للمادة الصحفيّة، وأساليب العرض
والإبراز.
ولتحقيق أهداف هذه الدراسة المنتمية إلى حقل الدراسات الوصفيّة التحليليّة فقد تمّ الاعتماد
على منهج المسح، في الشق الخاص بالمسح الشامل للمحتوى الذي تم نشره تجاه هذه الفضيّة في
الصحُف محل الدراسة، واستخدمت الدراسة أسلوب تحليل المضمون، وفي إطاره صمّمَ الباحث
استمارتين خصيصاً لهذا الغرض، الأولى: استمارة تحليل المضمون وفقاً لفئات التحليل المختلفة
المرتبطة بأهداف الدراسة، وتكوّنت من (١١) فئة رئيسة، و(٤٢) فئة فرعية؛ أُعدّت لرصد فئات
المحتوى التي اهتمت بها كل ضحف الدراسة لبيان النسب والتكرارات والأوزان النسبية لمحتواها،
والثانية: استمارة تحليل الأُطُر، والمكونة من (٤) فئات رئيسة، و(٢٢) فئة فرعيّة، حيث تمّ بناء
فئاتها وفقاً لنظريَة الأُطُر الإعلاميّة لتشمل أُطر القضيّة، وأسبابها، والأحكام والتقييمات الأخلاقية،
وإيجاد الحلول والمعالجات لها، وتمّ استخدامها لرصد الجوانب التي تمّ إبرازها في كل صحيفة من
صحف الدراسة.
وتكوّن مجتمع الدراسة من الصحافة الخليجيّة اليومية (صحيفة أخبار الخليج البحرينيّة،
وصحيفة القبس الكويتيّة، وصحيفة الرياض السعوديّة)، وأجريت الدراسة في الفترة المحددة بشهري
نوفمبر وديسمبر من العامين ٢٠١٥، و٢٠١٦م، وهي فترة إعداد الباحث للدراسة، وقد كانت ثريّة
ومليئة بالأحداث التي تناولت قضية الاتّحاد الخليجيّ؛ لكونها فترة ما قبل، وما بعد انعقاد القمة
الخليجية بشهر، خلال دورتين متعاقبتين، وتكوّنت العينة من (١٩٦) موضوعاً من مختلف الفنون
الصحفية.
وقد اتسقت نتائج هذه الدراسة مع فرضيّات نظريّة الأُطر الإعلامية، حيث اعتمدت
الصُخُف مجال الدراسة على أربعة أُطر أساسيّة في تغطية قضية الاتحاد الخليجيّ، وهي: أُطر
الاتحاد، والتكامل، والصرع مع إيران، والأزمات الدوليّة.
كما ركّزت على خمسة أُطر لأسباب الدعوة إلى الاتحاد الخليجيّ، وهي: المصالح
الإقتصاديّة، والمخاطر المشتركة التي تواجه دول الخليج العربيّة، وكذلك الأطماع الإقليمية
والدوليّة، وأخيراً تقوية الجبهة الداخلية.
وقد كانت الآمال الشعبية للمواطنين في دول الخليج العربيّة، ورغبتهم في الاتحاد أبرز
الأحكام والتقبيمات الأخلاقية في تأطير هذه القضية، وكذلك بروز الجوار الجغرافي، واللغة
والدين المشتركين، والتأريخ المشترك، وصلة القرابة والنسب التي تجمع كل دول الخليج العربيّة.
كما كان التصور المقترح الأبرز لشكل الاتّحاد هو "الاتّحاد الكونفدراليّ" من بين باقي
أشكال الاتحادات التي طرحها الكُتّاب كتصوّر لتحوّل مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة من
مرحلة التنسيق والتعاون إلى مرحلة الاتحاد.
كما أنّه لم تبرز فروق أو تباينات بين صحف الدراسة فيما يتعلق بتأطير هذه القضيّة
خاصة من حيث الأسباب وأُطر الأحكام الأخلاقيّة وطرح الحلول المقترحة لتطور مجلس التعاون
لدول الخليج العربيّة؛ ممّا يؤكد وجود تشابه وتشارك في الرؤى والتصوّرات بين الكُتّاب الخليجيَّين
في صحف الدراسة رغم اختلاف الدول التي ينتمون إليها.
وكذلك لُوحظ الاهتمام الكبير من قِبل الكُتاب بطرح الأسباب الداعية للتحول إلى الاتحاد،
وخاصة التحديّات الخارجيّة الإقليميّة والدوليّة.
وقد اتفقت الصحف مجال الدراسة في أسباب الدعوة إلى الاتحاد الخليجيّ، ورؤيتها
للتهديدات والمعوقات التي تقف عائقاً دون تحقيقه، والأحكام والتقييمات الأخلاقية لطرح فكرته،
كما اتفقت في معالجة سُبُل الوصول إليه؛ ممَا يؤكد وجود ثقافة سياسيّة داعمة للاتّحاد لدى كُتَّاب
هذه الصحف؛ لذا لم تبرز فروق أو اختلافات في معالجة قضيّة الاتحاد الخليجيّ بصفة عامّة.
وأخيراً فقد تمّ توظيف كافة الفنون الصحفيّة في طرح التصوّرات الصحفيّة بشأن قضيّة
الاتحاد الخليجيّ، حيث برز استخدام الخبر، والمقال، والتقرير الإخباري، والتحقيق، والمقابلات
كفذون صحفيّة تمّ الاعتماد عليها في تغطية قضيّة الاتّحاد الخليجيّ.

الكلمات المفتاحية: الأُطر، المعالجة، مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، الاتّحاد الخليجيّ،
الصحافة، الصحافة الخليجيّة اليوميّة.