الملخص:

تناولت هذه الدراسة مفهوم المفارقة في القصة القصيرة جدا في المملكة العربية السعودية نظريا وتطبيقيا، أما دراستها النظرية فقد كانت من خلال بيان أبعاد مفهوم المفارقة ودلالاته في النقد الحديث، مع الإشارة إلى حضوره ودلالاته في التراث البلاغي العربي. أما جانبها التطبيقي فقد كان من خلال بيان حضور المفارقة في نصوص القصة القصيرة جدا في السعودية، وذلك من خلال الكشف عن حضورها على مستوى الزمن والشخصيات، والسعي إلى بيان مجالاتها وآليات اشتغالها. وقد تكونت الدراسة من مقدمة وتمهيد، وأربعة فصول وخاتمة وفهارس في التمهيد تناولت مفهوم المفارقة والدلالات التي يدل عليها مصطلح المفارقة في النقد الحديث، وفي التراث البلاغي العربي، وتناولت العناصر الأساسية التي تسهم في تكوين
مفهوم المفارقة.وفي الفصل الأول: درست المفارقة في بناء الزمن، وذلك بدراسة الزمن وحضوره في السرد من الناحية النظرية، ودرست المفارقات الزمنية الناتجة عن اختلاف زمن السرد عن زمن وقوع الأحداث وهو ما درسته تحت عنوان الاسترجاع، والاستباق. وفي الفصل الثاني: درست المفارقة في بناء الشخصيات، وذلك بدراسة الشخصيات؛ مفهومها وحضورها وأبعادها في النصوص السردية بوجه عام، و درست ما تتسم به الشخصيات من مفارقة بين الذات والآخر، وما اتسمت به العلاقة بين الذات والمجتمع من مفارقة وتناقض.وفي الفصل الثالث: درست المجالات التي استمدت منها نصوص القصة القصيرة مفارقاتها، وتمثلت هذه المصادر في ثلاث مجالات هي: المجال الديني والمجال الثقافي، والمجال
الاجتماعي.وفي الفصل الرابع: درست آليات اشتغال المفارقة، وقد كان ذلك عن طريق: التهكم والسخرية، والهجاء، والصورة الساخرة.
ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة: عبرت مفارقة الذات والمجتمع في الدراسة عن رفض الذات لعدد من مكونات المجتمع حولها. استمدت القصص القصيرة جداً كثيراً من المفارقات من حياة الناس، وسلوكهم ومشاكلهم. استعانت القصة السعودية القصيرة جدا بعدد من الآليات لصنع المفارقة وهي التهكم والسخرية والهجاء والصورة الكاريكاتورية الساخرة كان حضور الاستباق في نصوص القصة السعودية القصيرة جدا بدرجة أقل من الاسترجاع.