ملخص الدراسة :

تعتبر الصحافة أداة أساسية وهامة في الحديث عن القضايا التي تشغل اهتمام القارئ، كما تشكل أداة هامة لتقويم المجتمع وتسليط الضوء على مشاكله وقضاياه وبالتالي تقديم الحلول المناسبة للظواهر والقضايا المطروحة أو محور حديث الرأي العام بشكل متخصص أو مسؤول من قبل ذوي الاختصاص أو المصادر المسؤولة ولأن للصحافة دورا نبيلا وهاما في تنمية المجتمع وتثقيفه، ولأنها مقدمة للجمهور بالدرجة الأولى، فقد سعت هذه الدراسة للتعرف على استخدامات الجمهور الخليجي للتحقيق الصحفي والإشباعات المتحققة منه، وذلك من خلال تحليل عينة من ثلاث دول خليجية وهي صحيفة أخبار الخليج" البحرينية، وصحيفة "الاتحاد" الاماراتية، وصحيفة "السياسة" الكويتية، ومن ثم التحليل الميداني لجمهور مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت.
سعت هذه الدراسة لتحليل مضامين (84) تحقيقا صحفيا نشر في صحف الدراسة، ومن ثم (300) مفردة من قراء الدول آنفة الذكر، وبعد تحليل العينات بينت الدراسة أن هناك قصورا في نشر وإعداد التحقيقات الصحفية، وأن دخول الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي أثرت بشكل ملموس على جودة التحقيق الصحفي ومتابعته، وبينت الدراسة أن التحقيق الصحفي لم يتطور ومن المهم الاهتمام به وإفراد مساحات أكبر له على صفحات صحف تلك الدول.
وتوصلت الدراسة إلى أن القضايا التي تهم الجمهور في التحقيقات الصحفية هي القضايا الخدمية في حين أن القضايا التي غابت عن صحف عينة الدراسة هي القضايا الثقافية، خاصة وأن الدراسة أظهرت أن ما يشد الجمهور القراءة التحقيق هو الموضوع نفسه ومن ثم الصور والتي لا تلاقي تنوعا كثيرا في التحقيقات الصحفية هي الأخرى . كما وجدت الدراسة أن هناك قصورا في استخدام خاتمة للتحقيقات الصحفية المنشورة في تلك الصحف، إلى جانب عدم الاهتمام بالأشكال التعبيرية والرسوم، وتشير الدراسة أن التوازن والتنوع في المصادر موجود أحيانا في التحقيقات الصحفية المنشورة في صحف دول الدراسة، كذلك بينت الدراسة أن التحقيقات الصحفية تهتم بالمتخصصين بشكل أكبر من المشاركين الآخرين كالمواطنين والمصادر الرسمية وغيرها، وتعتمد بشكل أساسي على محرر الصفحة بدلا من المصادر الأخرى كالوكالات والدراسات والتقارير وغيرها، ووجدت الدراسة أن التحقيقات الصحفية المنشورة في دول الدراسة تساهم في حل المشكلات والظواهر في المجتمع أحيانا.