الملخص:

تناولت هذه الدراسة تجارب نقولا زيادة في سياق سيرته الذاتية ورحلاته حيث ركزت على صورة الذات لنقولا زيادة وكيفية تأثير تجاربه ورحلاته على تصويره للآخرين وتجسيدهم في سيرته الذاتية؛ إذ تعتبر سيرة نقولا زيادة ورحلاته مصدرًا مهما لفهم حياته وتجاربه الشخصية والثقافية، وقد وضح ذلك مدى تأثيرها على تفاعله مع الآخرين، وتُسلّط هذه الدراسة الضوء على هذه السيرة الذاتية بوصفها وسيلة للتعبير عن ذات نقولا زيادة في توثيق تجاربه الشخصية وتشكيل علاقاته مع الآخرين والمجتمع على نحو عام من خلال توضيح هويته ومكانته في المجتمع. وكذلك فقد ظهر تأثير صورة الآخر في هذه السيرة، حيث عكست كيف كان نقولا زيادة يتعامل مع الآخرين وكيف يصوّرهم، وأوضحت سيرته الذاتية ورحلاته رؤية تبدو شاملة عن كيفية تشكيل خبراته
الشخصية والاجتماعية ورؤيته للآخرين.
وقد تضمنت هذه الدراسة تحليلا لسيرة نقولا زيادة الذاتية ورحلاته، وأوضحت تأثير العوامل الثقافية والاجتماعية على رؤية نقولا زيادة للآخرين وكيفية تمثيلهم في سيرته، وكشفت الدراسة من خلال ذلك مفهوم كتابة الذات وتحليل ملامح صورة الآخر في سيرة نقولا زيادة ورحلاته، إذ إنها تبين كيفية تأثير تجارب نقولا
زيادة وسفره على أسلوبه في كتابة سيرته الذاتية وكيف يتم تصوير الآخرين فيها. وتكونت الدراسة من مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة، وهي كالآتي:
ففي التمهيد : تناولت المفاهيم المتعلقة بالذات وبالآخر والسيرة الذاتية والرحلة. وفي الفصل الأول: بدأت بتقديم نقولا زيادة بوصفه شخصية عامة مهمة، وتسليط الضوء على حياته وتجاربه المختلفة لتسجيل الأحداث المهمة في حياته، مما يسهم في تشكيل صورة شاملة عنه في حياته وبعد وفاته.
والفصل الثاني: تطرقت فيه إلى تمثلات الذات وأنماط الآخر في سيرة نقولا زيادة عن طريق اكتشافه لذاته واكتشافه للآخرين من خلال تجاربه المختلفة كتجاربه الاجتماعية والثقافية ومناقشته للقضايا المتعلقة بالمعتقدات والديانة والجنس من خلال توضيحه لتجارب الآخرين، ومدى تأثير ذلك على بناء الهوية وتصويره للآخرين في توضيح كيفية بناء نقولا زيادة لهويته الشخصية في سيرته الذاتية وكيف يصوّر نفسه في ظل تجاربه ورحلاته مع التركيز على العلاقة بين الذات والآخر ونقده لنفسه وللآخرين في المواقف المختلفة.
وفي الفصل الثالث: تناولت الملامح التي كشفت عن ذات نقولا زيادة وأثرت على شخصيته وعلاقاته بالآخرين من خلال التجارب التي عاشها في طفولته وصباه وشبابه وكهولته عن طريق تجارب السفر

والاستكشاف، مبينة التحولات الحياتية المهمة التي مر بها. في الفصل الرابع: تحدثت عن الرحلات التي قام بها نقولا زيادة متطرقة إلى العلاقات الشخصية والاجتماعية التي يواجهها نقولا زيادة خلال رحلاته وكيف يتم تصوير الشخصيات الأخرى كما يوضح هذا الفصل الأبعاد الجغرافية الموجودة في السيرة الذاتية لنقولا زيادة من خلال تناول مدى تأثير المناطق الجغرافية التي يواجهها نقولا زيادة خلال رحلاته على تصوره لذاته وتصويره للآخرين، مبينة ذلك في استكشاف المناظر الطبيعية والعلاقات المكانية وتأثير المكان على ذات نقولا زيادة وعلى الآخر في التعرف على الهويات الشخصية والثقافية إذ إن الأماكن والمناظر الطبيعية التي زارها والمشاهد التي رآها أدت إلى تشكيل هويته وتفكيره الثقافي واكتشافه للآخر.
في الفصل الخامس: تطرقت إلى تقنيات السرد التي استخدمها نقولا زيادة في سيرته الذاتية لتوضيح تلك
التحولات التي مر بها نقولا زيادة وتأثيرها على ذاته وتفاعلاته مع الآخرين، كما تناولت في هذا الفصل اللغة وأسلوب الكتابة الذي استخدمه نقولا زيادة في سيرته الذاتية موضحة تأثير الاختيارات اللغوية على تمثيل الذات وتصوير الآخرين مبينة الدوافع والرغبات والصراعات الداخلية التي قد تكمن وراء كتابته الذاتية وتصويره
الناس. وكانت أبرز النتائج التي توصلت إليها حول ملامح الذات وكتابة صورة الآخر في سيرة نقولا زيادة ورحلاته
كالآتي:
1. إن السيرة الذاتية تعد أداة مهمة للكشف عن صورة الذات في تشكيل تفاعلاته مع الآخرين. 2. إن كتابة الذات وصورة الآخر في سيرة نقولا زيادة ورحلاته تعكس تفاعلا دقيقا بين تجاربه الشخصية وتأثير العوامل الاجتماعية والثقافية.
3. إن حياة نقولا زيادة كانت مليئة بالتجارب التي ساعدت على اكتشاف ذاته واكتشاف الآخرين.
4. كشف نقولا زيادة عن الثقافة التي ينتمي إليها موضحًا أثر ذلك على تفاعلاته وتواصله مع الآخرين.