الملخّص:

سيميائيات الأهواء في كتاب (طوق الحمامة في الألفة والألّاف) وكتاب (ذمّ الهوى)
تناولت هذه الدراسة سيميائيات الأهواء في مدوّنتين عربيتين من أهم المؤلفات العربية التي اتخذّت من الحب وسائر الأهواء موضوعًا لها؛ إذ تُعد هاتان المدونتان مجالاً خصبًا لدراسة سيميائيات الأهواء وما تقتضيه من عواطف ومشاعر تعبّر عنها لغة الخطاب في المدونتين، وبفضل التباين بين العواطف في المدونتين، يكتسب رهاننا النقديّ أبعادًا معرفيّة وفلسفيّة تُضاف إلى الأبعاد الأدبيّة التي كانت موضع اهتمام عدد من الدارسين والنقّاد على مدى القرون التي مضت، وقد اقترح الأستاذ الدكتور أحمد يوسف المناقش الخارجي أن يكون عنوان البحث على العنوان الآتي: (هوى الحب في طوق الحمامة وذمّ الهوى _ دراسة في ضوء سيميائيات الأهواء) واتفقت معه لجنة المناقشة على العنوان المقترح.
توزّعت الدراسة على مبحث تمهيدي (مدخل) وثلاثة فصول وخاتمة.
المبحث التمهيدي (المدخل): تحدثت فيه عن اتجاهات الدرس السيميائي المعاصر، وعلاقة الأهواء الإنسانية بعلم النفس والعقل، والأهواء الإنسانية من المنظور الاجتماعي، وأخيرًا الأهواء الإنسانية من المنظور الديني.
الفصل الأول: تحدثت فيه عن المرجعيات الفلسفية لسيمياء الأهواء، والمفاهيم المركزية المهمة في كتاب (طوق الحمامة) والتي تشكّل أهم الأفكار التي يتوقف عندها الكاتب، والمفاهيم المركزية المهمة في كتاب (ذمّ الهوى).
الفصل الثاني: تناولت فيه تحليل المربع السيميائي في كتاب (طوق الحمامة في الألفة والألّاف) من خلال بيان معنى المربع السيميائي ووظيفته في إنتاج علاقات مهمة ومثمرة في النص الأدبي، والثنائيات الضدية المتضمنة فيه، وتحليل المربع السيميائي في كتاب (ذمّ الهوى) والثنائيات الضدية المتضمنة فيه.
الفصل الثالث: تناولت فيه موضوع التمثيلات الدلالية والمعجمية في كتاب (طوق الحمامة في الألفة والألّاف) وكتاب (ذمّ الهوى)، وذلك من خلال توضيح المفردات والمفاهيم التي تدل ّعلى التنوّع الدلالي للمفردة الواحدة.
وفي الختام توصلت إلى عددٍ من النتائج أهمها:
1-أنّ الأهواء في كتاب (طوق الحمامة) تشكّلت في سياق مرجعيّات اجتماعيّة وفلسفيّة، ذلك أنّ مؤلف الكتاب وهو ابن حزم الأندلسي " ت 456ه"، صاحب المذهب الظاهري، اعتمد في عرضه الأهواء على الشرح والتفسير والتعليل وعرض الأخبار والقصص التي تتعلق به وبالثقات ممن يعرفهم، في حين كانت مرجعيات ابن الجوزي" ت597ه" دينية حيث إنه اعتمد على بيان الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة في عرضه الأهواء الإنسانية، وهذا يدلّ على تباين الأهواء وتنوّعها في الكتب التراثية الأدبية، وهو ما يفسح المجال أمام الدراسات السيميائية لاكتشاف دلالات هذا التنوّع من خلال علاماته.
2-شكّلت الثنائيات الضديّة في المربع السيميائي أحد أهم لوازم النقد الفلسفي الحديث والمعاصر، والتي تكشفت بدورها عن دلالات جديدة في المدونتين المدروستين؛ إذ احتوت مدوّنة (طوق الحمامة) على عدد من الثنائيات الضديّة التي تستحق الدراسة مثل: السرعة / التمهل، السر / الإذاعة، الطاعة / المخالفة، العاذل / الصديق، الوصل / الهجر، الوفاء /الغدر، المعصية / التعفف، التلاقي / الفراق، في حين احتوى كتاب (ذمّ الهوى) على عدد لا بأس به من الثنائيات الضديّة التي تستحق الدراسة مثل: العقل / القلب، الثواب / العقاب، العفاف / الزنا، الأمر / النهي، الظاهر / الباطن.
3- يعد المربع السيميائي من أهم الإجراءات المنهجية في التحليل السيميائي التي تكشف عن البنية العميقة في النص، بل هو مركز إنتاج الدلالة لأنه يحدد علاقات التضاد والتناقض المتولّدة من النص والتي تكشف بدورها عن الصراع الدلالي الموجود في النص، وبما يساعد على تمثيل علاقات جديدة في النص.