Document

الأجوبة المسكتة في التراث العربي خصائصها الفنية وتشكلاتها الأجناسية وأبعادها الدلالية

Linked Agent
Date Issued
2021
Language
Arabic
Extent
[1]، 9، 163، [1] صفحة
Place of institution
Sakhir, Bahrain
Thesis Type
Thesis (Master)
Arabic Abstract
الملخص:

عند العودة إلى معنى السكوت عند ابن منظور، يواجه القارئ معاني متعدّدة، ولعلّ ما يهمّ الدراسة منها ثلاثة معانٍ، أوّلها فيه قهر وإبهات، حيث يُجبَر شخص ما على قطع الكلام أو يعجز عن المواصلة فيه، وثانيها فيه اختيار وتفضيل، حيث يفضّل المخاطب الصمت على الكلام، ويجمع هذين المعنيين أنّ المتكلّم والمخاطب يفترقان في الرغبة، فأحدهما يرغب في الحديث والآخر يرغب عنه، أمّا المعنى الثالث، فيجمعهما في الرغبة في السكوت والافتراق.يدرس هذا البحث الأجوبة المسكتة في التراث العربيّ، بوصفها (نوعًا/ جنمًا) أدبيًّا خاصًّا يمثَل جزءًا أساسيًّا يُعين على تحليل ثقافة العرب، وركيزة أساسية يُعتمد عليها في تحليل جزء من نظام حياتهم، فلقد كان العرب يستعملون هذا النوع من الأجوبة في كلّ جوانب الحياة، بجدّها وهزلها، لذلك صارت دراستها مهمّة
وضروريّة، كما أنّ الدراسات السابقة في هذا الموضوع نادرة. ويعتمد البحث في الدراسة على المقاربة الحجاجية التي تستند إلى خطابة أرسطو والجدل والسفسطة، وتستثمر النظريّات اللاحقة لها في التحليل، مثل نظريّتي العرب والبلاغة الجديدة لبيرلمان وتيتيكاه ومن بعدهما، ولقد اعتمد البحث عليها؛ لأنها مقاربة شاملة تستفيد من المقاربات الأخرى.قام البحث على ثلاثة فصول، يهتمّ أولها بقضيّة الاصطلاح والمفهوم، ويبدأ بالبحث في أصول المصطلح، فقد كانت الأجوبة المسكتة جزءًا من ثقافة العرب وغيرهم في كلّ العصور، وهذا يدلّ على صعوبة تحديد نقطة بدء لهذا المصطلح، ويمكن أن يقال في ذلك إنه مصطلح قديم قدم اللغة الإنسانية، وبحث الفصل الأوّل أيضًا في مفهوم الأجوبة المسكتة عند العرب، والحقّ أن للأجوبة المسكتة عندهم مفهومين متشابهين أحدهما أوسع من الآخر، أمّا المصطلح، فلقد بحثت الدراسة في مصطلح الأجوبة المسكتة ومرادفاته، مرجعة
كلّ مصطلح إلى مصدره، بغية التفضيل بينها لفظًا ومعنّى. أمّا الفصل الثاني من البحث، فقد درس الخصائص الفنيّة للأجوبة المسكتة، بعد أن بيّن موقعها في نظريّة الأجناس الأدبيّة، ولقد سعى إلى التمييز بين الجواب المسكت المنطوق الذي حاز على اهتمام المتقدّمين، والمكتوب الذي لم ينل الاهتمام ذاته، مبينًا سبب إهمال الأخير عند القدماء والدراسين، واهتمّ بالشروط التي لا
بدّ من توافرها لدى صاحب الجواب المسكت ليكون مسكتًا مبهتًا، كما اهتمّ بذكر الأجناس الخطابيّة التي يرد فيها الجواب المسكت بكثرة، مثل المناظرة، والمعاندة، والشعر وغير ذلك. ودرس ثالث فصول البحث الأجوبة المسكتة من حيث علاقتها بثقافة السكوت والإسكات عند العرب، فإنّ عند العرب شروطًا للقول وآدابًا، إن لم يتحلّ القائل بها أسكتوه، كما أنّ للصمت عندهم قوّة وحجّة، توازي حجّة القول أو تفوقها في أحيان كثيرة، ويدلّ على ذلك نصوص كثيرة في منظوم العرب ومنثورهم، وفي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة. ولقد توصل البحث بعد هذه الفصول الثلاثة إلى عدّة نتائج، منها ما يتعلّق بالمصطلح، فإنّ المصطلحات التي وردت في هذا المفهوم كثيرة عند العرب، إلّا أنّ البحث فضّل استعمال مصطلح الأجوبة المسكتة لسببين: أوّلهما يتعلّق بالمعاني الثلاثة السابقة لكلمة المسكتة، وثانيهما بهذه الأجوبة نفسها، فإنّ منها ما هو مبهت بحجّته، ومنها غير ذلك، فليس كل جواب مسكت مسكتًا بحجته. ومن النتائج ما يتعلّق بالمفهوم، فلقد ضمّن القدماء مفهومين للأجوبة المسكتة، أوّلهما حدّها في الأجوبة المنطوقة المبهتة، وثانيهما ومتعها، لتشمل المنطوقة والمكتوبة، والمبهتة وغير المبهتة.كما توصّل إلى عدد من النتائج المتعلّقة بخصائص الأجوبة المسكتة وسعة انتشارها في الأجناس الخطابيّة على اختلاف أشكالها وموضوعاتها، وعلاقتها بمرسلها ومتلفّيها، فليس كلّ جواب مسكت مسكنًا بحجّته ومنطقه كما ذُكر، فإنّ لسلطة صاحب الجواب أو عيّ المردود عليه دورًا بارزًا في عملية الإسكات.
Member of
Identifier
https://digitalrepository.uob.edu.bh/id/221b5317-9202-4bab-9086-7d197c52a40a