الملخص : سعت الدراسة إلى التعرف على مدى اعتماد الجمهور في مملكة البحرين على قناة BBC العربية في استقاء الأخبار العالمية، وذلك من خلال استمارة استبيان تم توزيعها على مجتمع النخبة في مملكة البحرين المتمثلين في: (إعلاميين، دبلوماسيين، سياستين أساتذة جامعيين صحفيين، بالإضافة إلى ملاحظة وتحليل مضمون حلقات برنامج "نقطة حوار" كيفيًا بالتطبيق على حادثة تشارلي إيبدو في يناير 2015، ومعرفة إلى أي حد يعتمد النخبة على برنامج نقطة حوار" لاستقاء ومعرفة الأخبار العالمية؟ وضع الباحث فروض لهذه الدراسة، بحيث يسعى للتأكد من صحتها ضمن نظريتي الاعتماد على وسائل الإعلام، وتحليل الإطار الإعلامي الفرض الأول: كلما زادت التغيرات والأزمات في المجتمع زادت حاجة جمهور BBC للتزود بالمعلومات والأخبار عن تلك الأزمات، ويرى الباحث أن الدراسة أثبتت صحة هذا الفرض، حيث أشارت النتائج إلى أن ما نسبته 48% من الجماهير النخبة يتابعون القناة في أوقات الأزمات الفرض الثاني: يزداد اعتماد الجمهور على قناة الBBC كلما كانت قادرة على الاستجابة لاحتياجات النظام الاجتماعي أو الجمهور"، يعتقد الباحث أن الدراسة لم تستطع إثبات صحة هذا الفرض من عدمه الفرض الثالث: تستخدم القناة التأطير في حلقات برنامج نقطة حوار"؛ وذلك بهدف تحقيق التأثير المطلوب على الجمهور، ويعتقد الباحث أن الدراسة تمكنت من إثبات صحة هذا الفرض من خلال تحليل مضمون حلقات البرنامج التي أثبتت أن القناة تستخدم التأطير بالإضافة إلى أن نتائج الدراسة الميدانية أظهرت أن 64.5% من النخبة يعتقدون أن قناة BBC العربية تستخدم التأطير كأداة لإيصال قناعات وأهداف محددة للجماهير من خلال برنامج "نقطة حوار". وفقا للنتائج التي أظهرت قلة نسبة متابعة النخبة في مملكة البحرين لقناة BBC العربية في استقاء الأخبار العالمية، واعتمادهم على قنوات تلفزيونية أخرى، يرجع الباحث ذلك إلى وعي النخبة بالأساليب المتبعة من قبل القناة ومحاولة توجيهها للجماهير والتأثير عليهم وتحقيق أهدافها وسياستها؛ لذلك توصي الدراسة بأن يقوم النخبة كل في مجال اختصاصه بتوعية أفراد المجتمع من عموم الجماهير بالأساليب الخفية التي تتبعها وسائل الإعلام بشكل عام وقناة BBC العربية بشكل خاص للتأثير على الجماهير، بالإضافة إلى قيام النخبة بتفنيد إدعاءات القناة أو تصحيح أي معلومات خاطئة سواء عبر المشاركة في البرنامج أو بأي وسيلة أخرى مناسبة. كما توصي الدراسة أن تقوم القناة بمراجعة سياساتها الإخبارية وخصوصًا فيما يتعلق ببرنامج (نقطة حوار )؛ وذلك بما يتناسب مع متطلبات ورغبات الجماهير، ويساهم في زيادة نسبة المتابعة من قبل النخبة في مملكة البحرين بشكل خاص والدول العربية بشكل عام، إضافة إلى الابتعاد عن التعابير والألفاظ التي تتضمن إيحاءات قد تسيء إلى فئات معينة في المجتمع. الابتعاد عن نسب بعض التصريحات وخصوصا التي تتضمن اتهامات لفئات معينة إلى من يُطلق عليهم مسمى (البعض) دون التصريح بهوية أصحاب تلك التصريحات. وتناول القضايا المطروحة بحيادية تامة مع ذكر أبعاد وأسباب تلك القضايا وخلفيتها التاريخية. إعطاء المجال للمشاركين بإبداء آرائهم دون مقاطعة أو توجيه أو اختصار حسبما يتوافق مع سياسات القناة. ونظرا لانخفاض نسبة متابعة النخبة للقنوات البحرينية سواء الناطقة باللغة العربية أو الإنجليزية، يوصي الباحث بأن تقوم هيئة شئون الإعلام بمملكة البحرين بإنشاء قناة إخبارية ناطقة باللغة العربية كخطوة أولى، ثم قناة إخبارية ناطقة باللغة الإنجليزية؛ حيث يتم من خلالهما التركيز على تناول الأخبار الإقليمية والعالمية من خلال نشرات الأخبار والبرامج الإخبارية والحوارية. إعداد وتدريب كادر مميز من المواطنين المختصين على أعلى مستوى للنهوض بالقناتين ووصولهما إلى مستوى عال من الحرفية المهنية العالمية، مع ضرورة المحافظة على الهوية الوطنية لهاتين القناتين؛ وذلك بأن يكون كادرهما وخصوصًا المذيعين من المواطنين، مع ارتدائهم للزي البحريني بما يبرز ويعزز الهوية البحرينية للقناة، وإبرازها عالميا.