Document

التَّلطّف بالقول في نماذج من محاورات التّوحيديّ مقاربة تداوليّة

Linked Agent
Date Issued
2022
Language
Arabic
Extent
[1]، 7، 155،3، [1] صفحة
Place of institution
Sakhir, Bahrain
Thesis Type
Thesis (Master)
Institution
University of Bahrain, College of Arts, Department of Arabic and Islamic Studies,
Arabic Abstract
الملخص :

يهدف البحث إلى دراسة نماذج من محاورات أبي حيان التّوحيديّ، من منظور اللّسائيَات التأدييَّة بوصفها مبحثًا
من مباحث التّداوليات المعاصرة وفرعًا مهمًّا من فروعها، يُعنى بدراسة الوسائل التَّعبيريّة والاستراتيجيَّات التأثيريّة
الَّتي يعتمدها المتكلّم في علاقته بمخاطبه حفاظًا على سلامة العلاقات وتأسيسًا لمتين الصداقات. وقد أغرانا هذا
الأفق المعرفيّ بالخوض فيه لاستكشاف أسراره والوقوف على العوامل المؤثرة فيه وتوظيفه في قراءة الأدب العربيّ.

وقد أقمنا البحث على أربعة فصول: فصل أوّل تمهيدي هو بمنزلة التأسيس النَّظريّ، وثلاثة فصول متمايزة بحسب
ما أفضى إليه تحليل المحاورات الثّلاث.

خصّصنا الفصل النَّظريّ التّمهيديّ، لدراسة النّموذج الَّذّي قدّمه براون Brown وليفنسون Levinson بوصفه
أخصب النّماذج وأكثرها اعتمادًا في مجال التَلطّف اللّغويّ، فحاورناه محاورة نقديّة، سعينا من خلالها إلى تبيَّن
منطلقاته، وتوضيح الأسس العامة التي بُني عليها، سبيلا إلى استثماره في دراسة الأدب وسائر أنواع الخطاب.

وعقدنا الفصل الثّاني لتحليل المحاورة بين العرب والعجم. وهي محاورة افتتحت بسؤال مهدّد للوجه سلك التوحيديّ
في الإجابة عليه مسالك متنوعة اتقاءً للتهديد. فاستعرضنا سياق السؤال المهدّد وفقًا لعوامل تقييم الخطر (Wx)،
وخلصنا إلى أنّ إثارة السَؤال قد شكل تهديدًا على نوع العلاقة التَّخاطبيّة بين الوزير والتَّوحيديّ وفقًّا لعناصر تقييم
مستوى خطورة العمل المهدّد للوجه، وكشفنا عن وسائل الوزير في المخاطرة بالوجوه والتي تجلّت في عدم مبالاته
بوجه التَّوحيديّ السّلبيّ، الأمر الّذّي دفعنا إلى البحث عن طرائق التَوحيديّ في اثّفاء التَّهديد.
ونظرنا في الفصل الثَّالث في المحاورة الّتّي جرت بين متَّى بن يونس الفنائيّ وأبي سعيد السيرافيّ انطلاقًا من سياق
التّداخل الأجناسيّ، وبالاعتماد على الاعتذار بوصفه عامل تهديد ووسيلة تحريض للانتهاك، وعرضنا انتهاكات
السيرافيّ لوجه متّى، وطرائق الوزير في التحريض على الانتهاكات وصولا إلى تغييب موقف متّى وتصريح السيرافيّ
بالانتهاكات، وقد توصلنا إلى أن قلّة توظيف استراتيجيّات التلطّف في جنس المناظرات مرجعه إلى قيام المحاورة
على الجدال والمماراة من جهة، وتداخلها مع أجناس أدبية من جهة أخرى لعل من أهمها المذاكرة.

أمًا الفصل الرّابع فخصصناه لدراسة غياب التلطّف بوصفه مبحثًا من مباحث التلطّف قلّما حظي بعناية النَّقاد
والدارسين، وقد تخيّرنا له أخلاق الوزيرين أنموذجًا نستجلي من خلاله مظاهر غياب قواعد التَلطّف واستراتيجياته
بالاستناد إلى المبحث الّذّي استعرضنا فيه الإطار العام للنظريّة القائمة على مهاجمة الوجوه، والمتسببة في إحداث
الصراعات الاجتماعيّة، وقد أفضى بنا البحث إلى ملاحظة وجود تقارب وتداخل بين الاستراتيجيّة التَّصريحيَّة الّتّي
يغيب فيها التَّلطّف، وبين الاستراتيجيّة التَّصريحية الَّتي تتضمنها نظريّة التَلطّف حيث إن الاستراتيجيتين تهدفان
إلى التَّصريح بالعمل المهدّد للوجه إلّا أنّ السّياق هو الفيصل بينهما.

وقد انتهينا في هذا البحث إلى جملة من النتائج من أهمها أصالة نظريّة التَّلطّف في التّراث العربيّ. فقد تناولها
العلماء العرب الأوائل تحت مباحث الكنابة وتخيّر الألفاظ ومراعاة المقام وحال أطراف الخطاب، إضافة إلى وجود
تداخل كبير في الأعمال المهددة لوجه منجزها ومتلقيها اعتمادًا على المعايير الشخصية للفرد، علاوة على ضرورة
وصل إنجاز الأعمال المهددة للوجه، واختيار الاستراتيجيّات التّلطّفية بعوامل تقييم مستوى خطورة العمل المهدد
على الوجه وهي: المسافة الاجتماعيّة الفاصلة بين المتخاطبين Social Distance، والفوّة النَّسبيّة الَّتّي تظهر
توسع نفوذهما Relative power، ومنزلة العمل المهدد بالنسبة لثقافة معينة Absolute Rank، وقد توصّل
البحث إلى إمكانيّة تصنيف أغلب الأنواع الَّتي تتضمنها استراتيجية التَلطّف الإيجابيّ تحت مصطلح (الثقُرّب)
والّذّي يسعى فيه المتكلّم إلى وصل سلوكه الفعليّ المتمثّل في إظهار الاهتمام بالآخر والعناية به بما يُنجزه من
أفعال لغوية تؤكد ذلك؛ تحصيلا لتأييده وتحقيقا لمقاصد المتكلّم وغاياته، في حين أن غالبيَة استراتيجيات التَلطّف
السلبيّ يمكن تصنيفها تحت مصطلح (التَّجنَّب) الّذّي أشار إليه دوركهايم Durkhiem ليكون فحوى الاستراتيجية
المركزي قائمًا على تجافي كل ما من شأنه التّحكّم في سلوك المتكلّم الّغويّ أو تقبيد حرية المتلقّي في التّفاعل
القوليّ، إضافة إلى أنَ توظيف استراتيجيّات التَلطّف الإيجابيّ اعتبرت وسيلة فاعلة مكْنت التَّوحيديّ من اثَّقاء
تهديدات الوزير، في حين أن قلّة استراتيجيَّات التَلطّف وانعدامها كان أمرًا موصولا بطبيعة الجنس الأدبيّ للمحاورة
من جهة، وخاضعًا لطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تحكم أطراف المحاورة من جهة أخرى.
Member of
Identifier
https://digitalrepository.uob.edu.bh/id/8d9d0757-33e9-4e8e-89a2-ed38d8c27b1c