ملخص البحث:

إن تغير نمط الحياة بتقدم التكنولوجيا أمر تلقائي، إذ إن الاختراعات تلعب دورًا مهما في أسلوب حياة الأفراد والمجتمع عامة، غير أن كل تطور يأتي حاملا إيجابيات وسلبيات، فلا يمكن الاستفادة من التطور وتجاهل وجود أخطار متوقعة، خصوصا حين يقع الأمر على الأطفال في طفولتهم المبكرة - والذين هم الفئة المستهدفة في هذا البحث ؛ لتعرضهم للمحتويات غير القصدية، فضلا عن تلك القصدية، من هنا تأتي أهمية الوعي بتلك الأخطار المحدقة التي يكون الأطفال عرضة لها، لا سيما على مستوى وعي أولياء الأمور المعنيين مباشرة، لذلك وجب تسليط الضوء على مدى وعي أولياء الأمور بالأخطار المحتملة التي تحيط بالأطفال في أثناء استخدامهم للأجهزة المحمولة التي باتت واسعة الانتشار.
من هنا، تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن مدى وعي أولياء الأمور بالأخطار الناتجة عن تعرض أطفالهم للأجهزة المحمولة والتعرف إلى التداعيات المتوقعة لهذا الاستخدام، ومضمون المحتوى الذي يتعرض له الأطفال قصديًا كان أم غير قصدي، كذلك تقف هذه الدراسة الموسومة بعنوان وعي أولياء الأمور بمخاطر الأجهزة المحمولة على الأطفال على دور ومسؤولية أولياء الأمور والمجتمع عامة تجاه الأطفال في مملكة البحرين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الآليات التي من شأنها أن تحمي الأطفال وتخرجهم من دائرة أخطار هذا الاستخدام. وقد استندت الدراسة إلى نظرية الغرس الثقافي، واعتمدت المنهج الوصفي من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة. كما اعتمدت الباحثة على أداة المقابلة شبه المقننة في جمع البيانات من أولياء الأمور البحرينيين للأطفال من الفئة العمرية (3-6) سنوات)، والخبراء والمختصين في مجال الإعلام والتكنولوجيا وعلم النفس. وفي نتائج الدراسة، فإن من أهم ما توصلت إليه الدراسة هو وجود قلة وعي بشأن أخطار استخدام الأجهزة المحمولة على الأطفال، في قبال تداعيات سلبية عديدة تؤثر على قيم ومبادئ، وسلوكيات الطفل، وصحته. أما الأخطار الناتجة عن استخدام الأطفال للأجهزة المحمولة، فإنها تنقسم إلى أخطار صحية، وأخطار سلوكية، إلى جانب أخطار أخلاقية، إذ لا تعد المضامين التي يطلع عليها الأطفال من خلال الأجهزة المحمولة مضامين آمنة ولا موثوقة.