الملخّص:

تهدف الدراسة إلى تقديم صورة تفصيليّة لواقع القائم بالاتصال في الصحافة البحرينية، وتحديد
أهم العوامل الداخليّة والخارجية المؤثّرة فيها، من زاوية نظر القائم بالاتصال البحريني ذاته، والتي تؤثَّر
في أدائه ومهنيّته. كما تهدف هذه الدراسة إلى تحديد مدى الرضا الوظيفيّ للقائم بالاتصال وبيان
توجّهاته الفكرية. ولتحقيق هذا الهدف، استخدم الباحث المنهج المسحي، حيث طبقت هذه الدراسة على
عيّنة من كتّاب صحيفة "أخبار الخليج" وصحفيّيها ومحرّريها من خلال استمارة الاستبيان، التي تم
توزيعها وجمعها والتحقّق من سلامتها وصحّتها، وقد قام الباحث بتحليل نتائج الاستقصاء المسحيّ.

خلصت الدراسة إلى أنّ نسبة الشباب من دون 30 سنة في الصحافة البحرينيّة بلغت 10%،
وأنّ المرأة تمثل 30% مقابل 70% للرجل، ويحمل الصحفيون شهادات جامعيّة وشهادات عليا في
الإعلام وفي تخصصات أخرى.
بيّنت الدراسة أنّ معظم الصحفيين لديهم قناعة بأنّ للصحافة تأثيراً كبيراً على المجتمع، وهم
يرون أنّ العمل في مجال الصحافة شيّق ومرهق، وأنّ الضغوط المهنيّة مقبولة وهذا ما يفسّر أنّ
غالبيتهم انضّموا لهذا المجال نظرا لتوافقه مع رغباتهم وميولهم، كما أنّ نصف الصحفتّين غير راضين
نفسياً لدرجة تصل الى الإحباط عن جودة وطبيعة العمل المهنيّ داخل مؤسّساتهم وهم يتطلّعون إلى
فرص وظيفية جديدة رغم شعورهم بالأمان الوظيفيّ.
كما يرى الصحفيّون أنَ هناك تأثيراً كبيراً لعادات وقيم المجتمع على سياسة التحرير، وأنّ النظام
السياسيّ القائم والمؤسّسة العسكريّة والأمنيّة عوامل ذات أهميّة لا يمكن تجاهلها من خلال معالجة
وتقديم الأحداث رغم الإجماع على ضرورة نقد جميع مؤسّسات الدولة والمجتمع.
وقد كشفت الدراسة أنّ التنظيم الإداريّ الداخليّ ومصادر الأخبار وردة فعل الجمهور المتوقّعة
من أكبر العوامل التي تؤثّر في شكل المضمون الصحفي، فيما تشكّل التنشئة الاجتماعية والحالة
الاقتصاديّة أكثر العوامل تأثيراً في مهنيّة الصحفيّ. وقد أظهرت الدراسة أنّ غالبيّة الصحفيّين مسجّلين
في جمعيّة الصحفيّين البحرينيّة رغم أنّ 40% منهم لديهم قناعة بضعف فعالية الجمعية. كما بينت
الدراسة أنّ نصف الصحفتّين تعرّضوا للتهديد بسبب عملهم، في المقابل يرى غالبيّة الصحفيين أهميّة
الالتفاف حول ميثاق الشرف الصحفي. ورغم ضعف التدريب والتأهيل الداخليّ والخارجيّ، يرى
الصحفيّون بأنّ الدورات التدريّبية كفيلة بتطوير الكادر الصحفيّ في البحرين.