ملخص الدراسة:

إن ثورة الإنترنت، وحضورها القوي في حياة الإنسان الحديث هي السمة الأبرز لهذا العصر، ومع توسع نشاط الشباب السعودي على الإنترنت ودخولهم إلى برامج تتيح فرصة تكوين ما يشبه العالم الجديد بهوية افتراضية شبه متكاملة، يظهر التساؤل عن مدى توافق هؤلاء مع هويتهم الواقعية وعالمهم خارج الإنترنت. ولذا فقد هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد مستوى التوافق النفسي
لدى أصحاب الهوية الافتراضية من مستخدمي الإنترنت من الشباب السعودي. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي المقارن للتعرف على مستوى التوافق النفسي لأصحاب الهوية الافتراضية من مستخدمي الإنترنت من الشباب السعودي، وإجراء المقارنات حسب المتغيرات الديموغرافية للدراسة. وتكونت عينة الدراسة، التي تم اختيارها بطريقة كرة الثلج، من ٧٨ فرداً من الشباب السعودي من مستخدمي موقع العالم الافتراضي "الحياة الثانية". وتم تطبيق مقياس التوافق النفسي لمحمد أبوطالب لتحديد مستوى التوافق النفسي. وقد توصلت الدراسة إلى أن أفراد العينة يتمتعون بمستوى متوسط من التوافق النفسي وذلك
وفقاً للدرجة الكلية للمقياس، أما بالنظر إلى محاور المقياس، فقد أظهرت النتائج أن أفراد العينة يتمتعون بمستوى متوسط من الثقة بالنفس، وتقبل الذات والإحساس بقيمتها، والاتزان الانفعالي والخلو من الأعراض العصابية، في مقابل انخفاض مستوى المشاركة الاجتماعية والانبساط. كما أظهرت الدراسة أن أصحاب الهوية الافتراضية يميلون إلى عرض بيانات صادقة عن أنفسهم، فيما عدا الاسم والصورة الشخصية. وقد أوصت الدراسة بفتح عيادات للإرشاد النفسي في البيئات الافتراضية، وإلى توظيف الخصوصية التي تتيحها الهوية الاقتراضية لجذب المسترشدين، وإزالة العوائق الاجتماعية التي تحول دون لجوء البعض إلى المراكز الإرشادية. كما أوصت الباحثة بالاستفادة من المميزات التقنية الموجودة في العالم الافتراضي لابتكار أساليب إرشادية جديدة قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي وتوظيفه لخدمة الإنسان. واقترحت الباحثة أن يتم توجيه بعض الأبحاث العلمية لدراسة الإنسان في تفاعله مع ثورة الاتصالات، وتأسيس ما يسمى بعلم النفس الإلكتروني في الثقافة العربية.